الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المخرج سهيل بيوض: 3 ملايين مستهلك زطلة في تونس والوزراء المعنيين شاهد ما شفش حاجة

نشر في  05 مارس 2015  (15:50)

عبّر سهيل بيّوض المخرج ورئيس جمعية «فورزا تونس» عن شديد استيائه من تجاهل وزير التربية ناجي جلول لموضوع استهلاك الزطلة والعقوبات الردعية والسالبة للحرية التي تطال المستهلكين. وصرّح بيّوض لموقع "الجمهورية" أنّه وجّه دعوات لعدد من الوزراء لكل يواكبوا عرض فيلمه «ما تتفرجوش فينا» يوم الأحد 1 مارس والذي يتطرق لموضوع استهلاك الزطلة غير أنّه قوبل بالتجاهل، فلا وزير التربية ولا وزير العدل ولا وزير التعليم العالي ولا وزير الشؤون الاجتماعية ـ أو حتى من يمثلهم ـ أبدوا اهتماما بهذا الموضوع الخطير الذي ينخر مجتمعنا.

وقال محدثنا إنّ فيلمه يتيح الفرصة لهؤلاء المسؤولين لكي يستمعوا الى شهادات ويتعرفوا على وجهات نظر علميّة بخصوص استهلاك الزطلة (Cannabis) لكن آثروا الاهتمام بما سمّاه «وجع الرأس» أي المشاكل الثانوية تاركين آفة هامة لها عواقب خطيرة بعيدا عن صدارة اهتماماتهم.

وأضاف رئيس جمعية «فورزا تونس» أنّنا ـ مع الأسف ـ لا ننظر إلى مشاكلنا الحقيقية بجديّة ممّا يتسبب في تعفن الجروح أكثر فأكثر. ولاحظ بيّوض أن ظاهرة استهلاك القنب الهندي -ما نسميه بالعامية «الزطلة»- ظاهرة منتشرة في مختلف الأوساط الاجتماعية ويصل عدد المستهلكين في تونس الى 3 ملايين مستهلك... وأشار محدثنا إلى أنّه منذ سنّ القانون المتعلّق بتعاطي الزطلة (قانون 52 لسنة 1992) ازدادت نسب الاستهلاك وهو ما يعني أنّنا بحاجة إلى إعادة صياغة القوانين وإلى مقاربة أخرى تعمل حقا على الحدّ من هذه الظاهرة.

وفي هذا السياق، دعا سهيل بيّوض الى تعليق قانون 52 وتنظيم حوار وطني موسع حول موضوع استهلاك الزطلة يشارك فيه أطباء مختصين في الإدمان وعلماء نفس وعلماء اجتماع ورجال قانون ومشرعين ومستهلكين موضحا أنّه لايجب تسييس الموضوع بل الأخذ بمختلف الآراء حتى تكون نتائج الحوار ناجعة وعادلة وتساهم حقا في الحد من تفشي ظاهرة الاستهلاك.

وهنا وضّح محدثنا أنّ هناك مدرستين: المدرسة الأولى تجرّم استهلاك الزطلة وتعتبرها مخدرا وجريمة أما الثانية فتعتبر مكون الـTetrahydrocanabinol مسكنا لا غير وأنّ استهلاكه يدخل في خانة التداوي الذاتي (Auto-médication) شأنّه شأن أي مسكن عادي يباع في الصيدلية. وأشار سهيل بيوض إلى أنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار المدرسة الثانية لكي لا يظلم أي شخص ولكي لا يظلّ موضوع الاستهلاك حكرا على الشرطي والمحامي والقاضي أي أن لا يكون التعاطي معه أمني فقط.

وختم مخرج فيلم "ماتتفرجوش فينا" كلامه قائلا: "إنّ تنقيح قانون 52 يجب أن تشارك فيه أطراف وحساسيات واختصاصات مختلفة لأنّ السجن لا يمثل بأي حال من الأحوال الحلّ المجدي بالنسبة للمستهلكين، بل إنّ السجن وفق مخاطبنا يدفع الى الإجرام وإلى الإرهاب ويُحطم الإنسان اجتماعيا مشيرا الى أنّ قانون 52 الجائر دفع بعديد من الشبان الى الحرقة وإلى مغادرة الأراضي بطريقة غير شرعية خوفا من عقوبة السجن. وشدد بيّوض على أنّه لا يشجع بتاتا على استهلاك أي شكل من أشكال المخدرات بل إنّه يدفع في اتجاه حوار وطني تشارك فيه كل الأطراف بعيدا عن الرؤى التجريمية والأحادية التي لا يمكن أن توفّر حلا حقيقيا لظاهرة الاستهلاك.

شيراز بن مراد